قصة بعنوان :
(الانتظار )
الاسم : قدس بنت محمد بن راشد البلوشية
الصف: 8/2
العمر : 14 سنة
كانت تجلس على صخرة قرب الشاطئ, تنظر إلى أشعة الشمس وهي
تطوي آخر خيط من ضوئها لتستقر في أعماق البحر,كانت تنظر إلى الشمس بعينين دامعتين
وهي تتمتم ببعض الكلمات بصوت متقطع لا يكاد أحد يسمعه, وكأنها ترجو الشمس بأن لا
تغيب, لتشاركها لوعتها وأحزانها.
أسدل الليل رداءه, الهدوء يحيط بالمكان ,يخالطه صوت تلك
الأمواج المتلاطمة, ونسيم البحر يداعب جسدها النحيل, وهي تحاول القيام والوقوف على
قدميها, وظهرها المقوس لا يكاد يقوى على إسنادها.
مشت ببطء باتجاه كوخ يقع في أطراف القرية, كوخ مبني من
السعف, بناه لها بعض رجال القرية ,إشفاقاً ورحمة لحالها,وتلبيةً لرغبتها .
فتحت باب الكوخ الذي أخذ بإصدار صوت, ثم دخلت وأغلقت
الباب. كان الظلام يخيم بالكوخ, أضاءت قنديلاً - الصدأ قد ظهر عليه - وعلقته في
أحد أعمدة الكوخ, الذي لا يحتوي إلا على فراش ومخدة بالية, وأواني قديمة قد نال
منها الزمن.
وهناك في زاوية من زوايا الكوخ صندوق صغير مصنوع من
الخشب بدقة وحرص, حتى بدا جميل المنظر.اتجهت ناحيته , ثم جلست وبيدين مرتعشتين
أخذت بفتح الصندوق والعبرات تسيل على وجهها, ثم أخرجت من الصندوق حصاناً صغيراً
جميلاً مصنوعاً من الخشب , قد أبدع الصانع في صنعه, ورداء صغير في مقاس طفل الخمس
سنوات. أخذت تنظر لدمية الحصان والرداء والدموع قد زادت بشدة , قربتها منها أكثر حتى
لامست ثغرها المرتجف, قبلتهما بحرارة , كم هو مؤلم البعاد يا فلذة كبدي , أيا ترى
مازلت حياً أم ميتاً ؟هل صرت شاباً فتياً؟ هل تحيا مرتاحاً يا ولدي ؟ وهل ستذكرني
وتعود يوماً؟ فقد طال الانتظار , فمتى تؤوب؟
أخذت تكلم نفسها , وهي تنظر للدمية والرداء , فمازالت
تنتظر عودة ابنها الذي فقدته وهو ابن خمس سنوات, وحيدها مضى عليه عشرون عاماً وهو
غائب, والحزن يعتصر قلبها من اليوم الذي فقدته فيه, بحثت عنه في كل مكان , وسألت
عنه وهاهي الدموع لا تفارق عينيها لمدة عشرين عاماً.
افتقد أهل القرية العجوز من على الشاطئ , فهذا موعدها في
المساء على الشاطئ, توجهوا لكوخها , ونادوا عليها من خلف الباب , وعندما لم يسمعوا
أي صوت لها فتحوا الباب ودخلوا, ويا له من منظر تدمع العين لرؤيته , وتشفق القلوب
له, فها هي العجوز قد أصبحت جثة ساكنة وبالقرب منها دمية لحصان ورداء قد ابتلّا
بدموعها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق